
يُعتبر العود من أثمن وأجمل المواد العطرية في العالم، ويُعرف أيضاً بـ”الذهب الأسود” في عالم العطور. يتم استخلاص العود من أشجار الأكويلاريا، وهي شجرة نادرة تنمو في مناطق جنوب شرق آسيا، مثل الهند، كمبوديا، وماليزيا. حين تتعرض هذه الشجرة للعدوى الفطرية، تبدأ بإفراز مادة راتنجية عطرية تُكوّن ما يُعرف بـ”العود”.
دهن العود: جوهر الفخامة
يُستخلص دهن العود من خشب العود عبر عملية التقطير البخاري، وتُعد هذه العملية دقيقة وتتطلب وقتًا طويلاً وخبرة كبيرة. يمتاز دهن عود برائحته القوية والعميقة التي تجمع بين النفحات الخشبية والدخانية مع لمسات من العنبر والمسك. يُستخدم دهن العود بشكل مباشر كعطر خام دون إضافة مكونات أخرى، وهو ما يجعله مفضلاً لدى عشاق العطور الشرقية الأصيلة.
عطر العود: مزيج من الأصالة والحداثة
في السنوات الأخيرة، أصبح عطر العود مكونًا رئيسيًا في صناعة العطور العالمية، حيث تبنّته أشهر دور العطور الفرنسية والعالمية وأضافت إليه لمسات عصرية. يتم دمج عطر العود مع مكونات مثل الزعفران، الورد، الفانيليا أو البرغموت لإنتاج عطور فاخرة تناسب جميع الأذواق.
على الرغم من أن رائحة عطر العود كانت في السابق تُعتبر قوية وغير مألوفة في بعض الثقافات الغربية، إلا أن ذوق المستهلك العالمي بدأ يتطور ويقدّر هذا العطر الفريد الذي يجمع بين القوة والدفء والعمق.
استخدامات العود في الثقافة العربية
للعود مكانة خاصة في الثقافة العربية، حيث يُستخدم في المناسبات الدينية والاجتماعية. يتم تبخير البيوت والمساجد به، ويُقدَّم كنوع من الكرم والضيافة. كما يُستخدم دهن العود كجزء من طقوس العناية الشخصية، خصوصاً في دول الخليج، إذ يُعد رمزاً للأناقة والرقي.
أنواع العود وجودته
تختلف جودة العود بحسب مصدره وطريقة معالجته. من أشهر الأنواع: العود الهندي، العود الكمبودي، العود المروكي، والعود اللاوسي. وكل نوع يتميز بخصائص عطرية فريدة من حيث التركيبة والرائحة والثبات. يُعد العود المعتق من أفضل وأغلى الأنواع، حيث تزداد جودته ورائحته مع مرور الوقت.
خاتمة
سواء كنت من محبي العطور الشرقية أو تبحث عن تجربة عطرية فريدة، فإن العود، دهن عود، وعطر العود يقدمون لك رحلة حسية لا مثيل لها. بفضل رائحته الساحرة وتاريخه الغني، يظل العود رمزًا للجمال والترف في عالم العطور، يجمع بين عبق الماضي وأصالة الحاضر.